"أبو دقة" طبيب فلسطيني والشهرة عالمية!
غزة - سنسن_ 15/9/2007م
سنسن استضاف الدكتور زياد أبو دقة، فلسطيني من مدينة "خان يونس" في قطاع غزة ، والذي تم اختياره مؤخراً في موسوعة ماركوس العالمية للمتميزين ، وقد التقينا به لنتحاور عن النجاح الذي حققه ، وتمثيله لفلسطين والأمة العربية في هذا المحفل .
سنسن: بطاقة تعريفية عن الدكتور زياد أبو دقة ؟
د. زياد أبو دقة : زياد محمود منصور أبو دقة ، خريج ثانوية عامة 1985 ، التحقت بجامعة شيتاكونج لدراسة الطب في دولة بنجلادش الإسلامية وحصلت على بكالوريوس الطب عام 1994، وأديت الامتياز في مستشفيات الجامعة أيضاً، عدت للقطاع عام 1995، وعملت في الخدمات الطبية العسكرية، متزوج ولي خمس بنات، وولد ، وفي عام 2000 انتدبت لإكمال دراسة الماجستير في الأمراض الجلدية في جامعة لندن KCL ، ومن ثم عدت في عام 2001 للعمل في فلسطين ، في الخدمات الطبية العسكرية، حتى اللحظة . و أنا عضو الجمعية العالمية للأمراض الجلدية ، زميل الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية.
سنسن: عرفنا مؤخراً بأن موسوعة ماركوس للعلماء المتميزين قد ضمتك في طبعتها الأخيرة لعام 2006-2007، هل لك أن تسلط لنا بعض الضوء على هذه الموسوعة، وماهيتها ؟
د. زياد أبو دقة : موسوعة ماركوس، هي موسوعة متعددة الأقسام، فهناك قسم للطب وقسم للكمبيوتر، وقسم للقانون، إلخ ، عبارة عن ثلاثة عشر قسماً ، في كل المجالات ، وتعتبر الناشر الوحيد المتفوق في عرض الأحداث والسير الذاتية الموثقة لحياة عدد من العلماء المتميزين في المجالات المتنوعة ، علماً بأن الموسوعة تصدر منذ 1899 ، WHO IS WHO INwho is who in medicine and health care ، أي من هو المتميز في مجال الطب والرعاية الصحية . وكيف يتم الاختيار للموسوعة ؟ د. زياد أبو دقة : في الحقيقة ، يتم الاختيار عن طريق التزكية ، وأعتقد أن الاختيار تم بعد حضوري لمؤتمر شرم الشيخ في 2005 ، وكانت مشاركتي حول استعمالي لدواء معين تم اختراعه على يد دكتور نمساوي لعلاج الإكزيما بشكل مستمر ودون مضاعفات ، وجاء هذا الدواء بديلاً عن الكوتوزنونات، وقد قمت بتجريب هذا الدواء على عدة أمراض أخرى، مثل البقع البيضاء التي تظهر في الوجه من الشمس حتى سن 17، وأبدى هذا العلاج نجاعة ، وأثبت أن هذا الدواء يمكن استعماله لأمراض جلدية أخرى ، ويبدو أنه على هذا الأساس تم اختياري ، ولكنهم يرفضون إخبارنا بمن قام بتزكيتنا .
سنسن : ما شعورك حينما أخبروك باختيارك لموسوعة ماركوس للعلماء المتميزين ؟
د. زياد أبو دقة : طبعاً ، هو شعور بالفرح والانبساط ، خاصة وأنا أمثل فلسطين في أهم موسوعة ودليل شامل على مستوى العالم ، يهتم بحياة الباحثين والعلماء ، ولكن الفرحة دائماً في بلادنا منقوصة ، ومغيبة ، فنحن نفرح بمقدار 20 % ، بينما يفرح الآخرون بمقدار 100% .
سنسن: كيف استطاع د. زياد أن ينجح ويصل لهذا المستوى ، وهل استطاع أن يحقق أحلامه ، أو جزءًا منها ؟
د. زياد أبو دقة : الإرادة ، فلا يوجد شيء اسمه مستحيل ، والصعب يذلل ، ولكن الإنسان هو من يضع العوائق أمامه، أما عن أحلامي ، فإنني قد حققت جزءًا منها وأقول لكل طبيب : إن الأساس في الشهرة هو الضمير الحي ، ومواكبة العلم ، والتعامل الجيد مع المرضى ، وألا يكون هدفه هو البحث عن المال فقط ، وعليه أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الناس ، لأن المهنة هي مهنة إنسانية ، وليست استغلال لحاجة الناس ، وأكرر على أهمية متابعة العلم ، ومواكبته ، وتطوير الطبيب نفسه ، من خلال اطلاعه على الكتب والمراجع ، والأبحاث المنشورة على الإنترنت أو المجلات الدورية ، خاصة أننا يمكن معالجة مرض معين قبل شهر من الآن ، وفي الشهر القادم ، يتم تغيير العلاج وفق ما استجد من دراسات وأبحاث .
سنسن : على الصعيد الطبي داخل فلسطين ، ومن خلال خبراتك ، ومؤهلاتك ، هل هناك تعاون طبي ، وتبادل للخبرات بين الأطباء داخل غزة مثلاً؟
د. زياد أبو دقة : للأسف لا ، حتى أنه لا يوجد جمعية للأمراض الجلدية ، وهناك أسباب كثيرة لتأخرها ، منها الاحتلال ، ونفسية الأطباء ، والحزبية ، ونقص المعدات الطبية ، وحاولنا عدة مرات لتأسيسها ، ولكن الظروف لم تسمح لها بالميلاد ، ولكنني أحاول تطوير نفسي دائماً ، فلدي جهاز سنفرة البشرة بالكريستال ، وهو الوحيد في قطاع غزة ، وأحاول جلب المزيد من الأجهزة ، ولكن الاحتلال وإغلاق المعابر يحول دون ذلك .
سنسن : هل لديك أبحاث أو دراسات منشورة ؟
د. زياد أبو دقة : في الحقيقة لا ، ولكنني الآن أعمل على دراسة عن حب الشباب ، وإثبات نجاعة نوع من العلاجات القديمة ، على نوع مستحدث من العلاجات ، ومدى فائدته لعلاج حب الشباب ، فمعظم مشاركاتي هي عبارة عن مداخلات خلال المؤتمرات التي كنت أتابعها .
سنسن : بعيداً عن الطب ، سوف نعرج على الوطن قليلاً ، ماذا يعني الوطن للدكتور زياد أبو دقة ؟
د.زياد أبو دقة : سؤال حلو / ( قليل من الصمت والتفكر) الوطن .. نحن مقصرون في حقه كثيراً ، فهو لا يستحق ما يحدث له ، فشعبنا يحب حزبه أكثر من وطنه ، وإذا كان المواطن يحب الحزب بأكثر من وطنه ، فليترك الوطن خيراً لنا وله .
سنسن: والمعبر ماذا يعني لك ؟
د. زياد أبو دقة : المعبر أكثر كلمة أتشاءم منها ، فمن خلال دراستي في البكالوريوس والماجستير، عانيت كثيراً جداً ، حتى قبل أن تبدأ مشاكل المعبر هذه ، حتى أن كلمة مطار هي الأكثر ذعراً ، فالجنسية الفلسطينية هي الجنسية الوحيدة التي كانت تهان في المطارات العربية ، بينما في المطار الأمريكي كان يقال لي : مرحباً بك في أمريكا " have anice time " ، ورغم أنني لست رجلاً سياسياً ، إلا أنه لحقني من الهوان ما لحق ، ولم أعد أحب السفر أبداً .
سنسن: والجدار الفاصل ؟
د. زياد أبو دقة : بالطبع ، فالجدار الفاصل هو مشروع يهدد الوجود الفلسطيني ، والأرض الفلسطينية ، والاقتصاد الفلسطيني ، والكرامة الفلسطينية ، رغم أنني لم أحتك به ، بحكم البعد المكاني ، إلا أننا نتمنى زواله قريباً .
سنسن: هل تفكر بمنطق المؤامرة؟
د. زياد أبو دقة : لا ، نحن السبب في كل ما يجري لنا ، مأساتنا فينا ، في أنفسنا قبل اليهود والأمريكان ، صحيح أن الإنجليز هم من وضعوا اليهود في أرضنا ، ولكننا لا نفكر بعقلنا ، بل و ننساق وراء أهوائنا ، على رأي واحد أمريكي في القناة الأمريكية حرة كان يقول : لو أن هناك غاندي فلسطيني ، ومارتن لوثر كنج لأصبح لدى الفلسطينيين دولة قبل 60 سنة.
سنسن : كيف ينظر الأطباء الغرب للفلسطيني ؟
د. زياد أبو دقة: هناك علاقات صداقة واحترام ، ولكن الغرب لديهم فهم خاطئ عن قضيتنا ، أذكر حين استشهاد الطفلة إيمان حجو ، عرضت على أحد زملائي الأطباء - وهو دنماركي - صورة لها حين استشهادها ، وبعد أن رآها ، أخذ يتمتم بينه وبين نفسه قائلاً " نحن أعطيناهم وطناً ليعيشوا فيه تعويضاً عما حدث لهم في ألمانيا من هتلر ، لكن ذلك لا يعني أن يتمادوا في فعلتهم ، وأن يقتلوا الأطفال !! " وهو يعتبر أن هذا الحديث عادي ، بينه وبين نفسه ، ولا يدرك أنه بهذا الحديث يحكم على شعب بالفناء .
سنسن: رسالة أخيرة لكل من "إسلام تايم ، الأطباء ، الشباب.."
د. زياد أبو دقة : لإسلام تايم أقول : بارك الله فيكم ، وأتمنى لكم مزيداً من التقدم والتميز ، وأشكركم على هذه المقابلة . أما للأطباء ، فإنني أكرر : عليهم بمواكبة العلم ، العلم ما عليه كبير ، ولابد للطبيب أن يطور نفسه ، وأن يواكب الدراسات الجديدة ، وما استحدث من علاجات وأمراض . وللشباب : أنتم العماد ، وقد كنا في مثل سنكم ، نحلم وننتظر ، ونرسم للمستقبل ، لا يوجد شيء اسمه صعب ، بالعزيمة والإرادة كل شيء يتحقق ، فلو كان أمام المرء جبلاً لرفعه ، إذا كان يملك الإرادة . ونحن بدورنا شاكرون لك تعاونك معنا ، واستقبالك لنا ، رغم انشغالاتك الكثيرة ، ونتمنى لك مستقبلاً طبياً مميزاً ، نفع الله بك الإسلام والمسلمين ، وجعلك ذخراً لفلسطين الحبيبة.
تحياتي
____________